+1 1800 212 3434
مغص الخيل هو واحد من أخطر أمراض الخيول التي قد تصل بها للموت إن لم يتم تشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب، تعرف معنا على علاج مغص الخيل وأنواعه وكيفية تشخيصه والوقاية منه
أهلًا بك قارئنا العزيز ومرحبًا في مدونة بيطرة
نعلم أن بداية مقالنا اليوم مخيفة وهذا لأننا سنتكلم عن حالة قد تهدد حياة الخيل إن لم يتم تشخيصها وعلاجها في الوقت المناسب!
حديثنا اليوم عن مغص الخيل، وهي حالة بالتأكيد سمعت عنها من قبل إن لم يتعرض لها خيلك بالفعل ذات مرة، فما هو مغص الخيل؟ لماذا تصاب به الخيول؟ وما هي علامات المغص التي تظهر على الخيول؟ كيف يمكنك التعامل مع الخيل عندما تظهر عليها الأعراض؟ والسؤال الأكثر شيوعًا: علاج مغص الخيل؟
نجيبك عن كل هذه الأسئلة وأكثر .. فلنبدأ بالسؤال السهل:
المغص ببساطة شديدة هو ذلك الألم الذي يحدث في منطقة البطن ويكون عادة نتيجة لمشاكل في الجهاز الهضمي للخيول تسبب حدوث تقلصات في الأمعاء أو ضغط شديد على جدار البطن (ولكن هناك أسباب أخرى غير متعلقة بالجهاز الهضمي تسبب ظهور علامات المغص على الخيل.. لا تنسى أن تنظر في أسباب المغص بالأسفل للتعرف عليها).
ورغم أننا قلنا أنه سؤال سهل إلا أننا نحتاج أن نوضح خلط شائع يحدث عند الحديث عن المغص عند الخيول وهو اعتباره مرضًا؛ لكن الحقيقة هي أنه عرض يظهر على الخيل لكنه ليس مرضًا في ذاته..
قلنا إنه ألم في منطقة البطن.. لكن هذا تعبير عام واسع؛ وذلك لأن هذا المغص المؤلم تسببه أسباب متعددة تختلف في درجة الخطورة وهو ما ينقلنا للسؤال التالي..
حتى نفهم مغص الخيل نحتاج لفهم كيفية حدوثه من الأصل، وبالتالي سنتعلم كيف نحمي الخيل من الإصابة به وإن حدث وأصيبت كيف نتعرف على علاماته عليها لنتواصل مع الطبيب البيطري بأقصى سرعة وننقذ الخيل قبل فوات الأون! دعونا نصنف أنواع المغص تبعًا للسبب لنعرف قصة كل نوع وما يحدث داخل الخيول:
يحدث هذا النوع في الخيول التي تعيش في المناطق التي تكثر فيها الرمال، فتنشأ هذه الحالة عندما تتناول الخيل العلف أو التبن من الأراضي الرملية أو المراعي فتبلع مع العلف كمية من الرمال الناعمة. تتراكم جزيئات الرمل في الأمعاء الغليظة للخيل، مما يسبب حدوث المغص.
( الناتج عن تراكم الطعام أو مواد أخرى في الأمعاء) تتعدد الوسائل التي يمكن بسببها أن يحدث هذا النوع وتكون نتيجتها النهائية امتلاء الأمعاء بالعلف غير المهضوم بشكل كامل أو ربما بعناصر أخرى.. وإليك أشهر الحالات التي تسببه :v
حتى نفهم مغص الخيل نحتاج لفهم كيفية حدوثه من الأصل، وبالتالي سنتعلم كيف نحمي الخيل من الإصابة به وإن حدث وأصيبت كيف نتعرف على علاماته عليها لنتواصل مع الطبيب البيطري بأقصى سرعة وننقذ الخيل قبل فوات الأون! دعونا نصنف أنواع المغص تبعًا للسبب لنعرف قصة كل نوع وما يحدث داخل الخيول:
إن أمعاء الخيل الغليظة ليست كلها بنفس السُمك فيوجد بها ثنيات ومناطق انحناءات يضيق فيها سمك الأمعاء عن باقي الأجزاء مما يصعب مرور هذه الكتل من الأجزاء الضيقة، ورغم ذلك نجد أن الألم الناتج عن انسداد الأمعاء الغليظة (الأعور والقولون) يكون أقل بالمقارنة مع انسداد الأمعاء الدقيقة في الخيل وهذا منطقي لأن الأمعاء الدقيقة سمكها أقل من الغليظة.
قلنا أن العلف قد يتراكم في الأمعاء الغليظة، فماذا إن كان هذا العلف به نسبة عالية من الكربوهيدرات (الحبوب) أو متعفن؟ ستتخمر وينتج عنها غازات تسبب الانتفاخ والألم للخيل، ويظهر على الخيل تضخم واضح في منطقة البطن نتيجة لتراكم هذه الغازات، لذلك يُمنع التغيير المفاجئ للعلف الذي اعتاد عليه الخيل (جودة العلف – كميته – عدد مرات الأكل في اليوم) فالبكتيريا النافعة في الأمعاء تكون حساسة للتغيرات المفاجئة في العلف . ويتم استخدام أنبوبة المعدة بواسطة الطبيب البيطري المختص لتفريغ هذه الغازات. وقد ينتج عن وجود هذا الانتفاخ بالغازات تغير مكان الأمعاء الغليظة في تجويف البطن أو التفافها حول نفسها مما يسبب نوع آخر شديد الخطورة من مغص الخيل!
هذه تعتبر حالة من أصعب الحالات، يحدث فيها أن يلتف القولون حول نفسه أو يتداخل مع باقي الأعضاء حوله ( الكلية على سبيل المثال) وينتج عن هذا الالتواء أو الإزاحة وقف وصول الدم لأجزاء من الأمعاء الغليظة وبالتالي يسبب تلفًا للأنسجة وينتج عنه موت الخيل إن لم يتم التدخل للعلاج! و يمكن أن يحدث فجأة هذا الالتواء و يكون مؤلماً للغاية. ويمكن أن يتداخل جزء من الأمعاء في الآخر(فالأمعاء الغليظة وحدها يبلغ طولها حوالي سبعة أمتار!).
صورة توضح تداخل جزء من الأمعاء في نفسها فتسبب مغص الخيل، لكن لا تعتبر هذه الحالة كثيرة الحدوث بالمقارنة لأنواع أخرى من المغص.
تستوجب هذه الحالة التدخل الجراحي لرد القولون إلى مكانه.
هو نوع شائع ومنتشر بين الخيول، تنقبض في هذه الحالة الأمعاء بصورة غير طبيعية فتسبب ألمًا شديدًا للخيل وسبب هذه التقلصات المفاجئة عادة ما يكون مجهولًا (لكن يمكن أن تكون من أسبابه تعرض الخيل لأحداث مرهقة أو درجة من الجفاف).
حركة الأمعاء هي حركة لا إرادية تحدث في الجهاز الهضمي وهي مهمة لحركة الغذاء من جزء لآخر في حتى يتم هضم الطعام والاستفادة منه وصولًا لخروج الفضلات من الجسم. وبالتالي توقف هذه الحركة في أمعاء الخيل يؤدي لتراكم العلف وحدوث مشكلة المغص. ويعد السبب وراء ضعف أو توقف حركة الأمعاء في الخيل غير واضح؛ لكن لعله مرتبط بحدوث عدوى في الجهاز الهضمي للخيول أو تجويف البطن وفي هذه الحالة تكون الخيل مريضة بسبب المواد السامة (toxins) التي تفرزها المسببات المرضية.
هناك العديد من الأسباب الأخرى التي قد ينشأ عنها ظهور أعراض المغص على الخيل مثل وجود حصوات في المثانة البولية أو حمرة الخيل (حمى الحافر) أو مشاكل في المبيض والرحم، وكما لاحظت فهي أسباب ليست متعلقة بالأمعاء والجهاز الهضمي لكن مع ذلك ينشأ عنها أعراض تشبه أعراض مغص الخيل ويعرف المغص الناتج عنها باسم: المغص الكاذب (false colic) ويستطيع الطبيب البيطري التفريق بينهم بالتشخيص. وما هي هذه الأعراض التي تظهر في حالة مغص الخيل؟
تختلف علامات المغص تبعًا لمدى شدته والسبب في حدوثه فنجد:
وسبب أنها تستلقي على ظهرها هو محاولتها لتخفيف الألم عن بطنها مما يشكل خطورة لإمكانية حدوث التواء في القولون مما فيتعقد وضع الحالة ويتطلب تدخل جراحي ولذلك يجب منع الخيل في هذه الحالة من الرقود والدوران السريع حول نفسها للحماية من التواء الأمعاء.
إذا كانت أعراض المغص خفيفة يمكنك أن تقوم بتمشية الخيل لمدة لا تزيد عن عشر دقائق حد أقصى لتخفيف التقلصات وتساعد هذه التمشية البسيطة على تحريك الأمعاء ومساعدة الخيول على التبرز (وإن لاحظت آلام في القدم عند الخيل أو عند الضلوع توقف فورًا) ؛ لكن إن لم تتحسن الأعراض خلال نصف ساعة أو الأسوأ أنها زادت في الشدة قم بالتواصل مباشرة مع الطبيب البيطري المختص
ويرجى الحذر أنه في حالة غيابك أو غياب سايس الخيل لعدة ساعات عن الخيول ثم ملاحظة أعراض المغص عند العودة للخيل فلابد من التواصل مع الطبيب البيطري فورًا (لأنك لا تعلم منذ متى والخيل تعاني من المغص وبالتالي قد تكون حياتها على المحك إن كانت الحالة شديدة).
ويجب إزالة العلف من أمام الخيل لتجنب زيادة المشكلة والأعراض سوءًا.
ونأتي الآن لإجابة السؤال الذي ربما دخلت هنا للحصول عليها: ما هو علاج مغص الخيل؟ يقوم الطبيب البيطري بتشخيص الحالة واختيار طريقة التعامل الأمثل في العلاج ويعطي:
حيث يعمل الفلونكسين ميجلومين كمضاد للالتهابات ومسكن للألم.
(ولا يعطي المربي مسكنات الألم أو المهدئات دون استشارة الطبيب لأن بعض مسكنات الألم القوية تغطي على الأسباب الحقيقية الخطيرة التي تسبب المغص مثل التفاف الأمعاء على نفسها وتوقف الإمداد الدموي عن الجزء المصاب).
ونأتي الآن لإجابة السؤال الذي ربما دخلت هنا للحصول عليها: ما هو علاج مغص الخيل؟ يقوم الطبيب البيطري بتشخيص الحالة واختيار طريقة التعامل الأمثل في العلاج ويعطي:
باتباع هذه النصائح، يستطيع فرسان الخيل والمربين تقليل مخاطر الإصابة بالمغص وضمان صحة وسلامة خيولهم.